|
||||||
|
قياس الـــوقت في بلاد الإسلام كان يقاس الوقت في القرون الوسطى بواسطة المزولة و هي آلة موروثة عن العصور القديمة كانت تتيح قياسا دقيقا للوقت بفضل التحسينات التي أدخلها عليها العلماء العرب. من خلال الساعة المائية أو الساعة الرملية اللتان كانت تسمحان بالاستغناء عن الشمس في قياس الوقت و الإسطرلاب وهو آلة فلكية، من إحدى مهامه قياس الوقت و أخيرا مع الساعة النارية التي وصفها الجزري في كتاب"الجامع في بيان العلم والعلم النافع في صناعة الحيل" في النصف الثاني من القرن 6هـ/12م.
كان التوقيت الذي تشير إليه المزولة وهو المستند إلى طول واتجاه الظل الساقط ، متغيرا بحسب المكان والفصل. وبما أنها تحتاج إلى الشمس فإنه لم يكن بإمكانها تحديد الوقت في الليل أو حينما يكون الجو غائما. أتى في الأثر أن بيروس البابلي هو الذي نقل إلى الإغريق مزولة محسنة وأكثر تعقيدا من العصا البسيطة التي تغرس في الأرض والمسماة أيضا بالشاخص.كانت المزاول القديمة تعطي الساعات المسماة المؤقتة أو اللامتساوية : كانت مدة الساعة تتغير حسب فصول السنة. أدخل علماء الفلك العرب تحسينات حاسمة على المزولة، استجابة لاحتياجات الدين المحمَدي.فقد حدد القرآن بالفعل خمس صلوات، وقد كان المؤذن يستعمل المزولة لمعرفة مواقيت الصلاة . اكتشف علماء الفلك بفضل طرق فلكية ورياضية معقدة ، وسيلة لجعل المزولة الشمسية أداة لقياس في غاية في الدقة.
كان للإسطرلاب وهو أكثر الأدوات العلمية تمثيلا للحضارة العربية الإسلامية، دور تربوي بالأساس. ومن أهم خاصياته ، أن يشرح- مدعومة بإثباتات تطبيقية- التغيرات الظاهرة للسماء أثناء النهار ، طلوع الشمس والنجوم وغروبها. إمكانية رؤية النجوم في الأفق، تحديد توقيت طلوع الشمس و حلول الليل. لقد سعى علماء الفلك في بلاد الإسلام إلى تحسين أشكال الاسطرلاب التي كانت موجودة و إلى تجديد صنع واستعمال أنواع كثيرة منها. كتب البيروني ( القرن 5 هـ / القرن 11م) رسائل عديدة عن الإسطرلاب.
كانت الساعة الرملية و كانت الساعة المائية تستعملان في القرون الوسطى لقياس الوقت وكانت تشتغلان حسب مبدأ انسياب السائل أو الرمل من إناء إلى آخر. وكانت لهما الأفضلية بأنهما تعملان في الظلام. ابتكرت الساعة المائية من قبل المصريين حوالي 1400 ق.م ثم وصلت إلى اليونان تحت مسمى clepsydre. لم تكن الأداة نعطي قياسا دقيقا للوقت لصعوبة الحصول على سيلان منتظم للسائل و مع هذا فقد صنع العلماء العرب ساعات رملية غاية في التطور والجمال، وصلت أوروبا كتحف فنية. ففي القرن 3 هـ /9م كان الإمبراطور شارلمان ما يزال مشدوها أمام جمال ساعته الرملية المصنوعة في فارس. كانت للساعة الرملية ميزة أساسية تتميز بها عن الساعة المائية : كان انسياب الرمل يتم حسب إيقاع منتظم مهما كان مستوى الامتلاء . فالساعات الرملية لم تكن تحتوي على رمل عادي فقد كانت تحتوي على خليط من مسحوق رخام محروق وبيض .
الساعات النارية التي ظهرت منذ القرن 3 هـ/11م والساعات المائية التي ُصوِِرت بجمال في كتاب "الجامع في بيان العلم والعلم النافع في صناعة الحيل" للجزري. بالنسبة للساعات النارية فإن الشموع المقسمة إلى درجات كانت تحترق ببطء. كما كان من الممكن استعمال مصابيح الزيت و قراءة مستوى السائل الموجود فيها.إن الساعة الميكانيكية وهي اختراع أوروبي ظهر للوجود في القرن 8هـ/13م وقد تبناها العالم العربي ببطء .
|
|
||||
|
|