ربع المقنطرة
كانت تحتل ربع المقنطرة مكانة هامة في علم الفلك العربي. لقد تم تطوير ربع المقنطرة من قبل علماء الفلك العرب وهي على شكل ربع دائرة مصنوعة إما من الخشب أو من المعدن. كانت هناك أربع أنواع من ربع المقنطرة : ربعية الميقات والتي كانت تتيح قياس الوقت بالشمس وربعية الجيب التي كانت تستخدم في حل مسائل حساب المثلثات ، لقد كان لربع المقنطرة استخدامات عديدة، فالربعية الكونية كانت تستخدم لحل نفس المسائل في كل المناطق. لقد استعملت ربع المقنطرة البسيطة التي عرفت منذ العصور الهيلينستية، في كامل العالم العربي لقياس الوقت و زوايا ارتفاع الأجسام السماوية و في عمليات المسح . فقد كانت تحدد الساعات الفصلية و الاعتدالية. جينما يتم توجيه أحد جوانب الربعية نحو الشمس يحدد لنا خيط مزود بلؤلؤة الوقت. لقد سمح نص بغدادي من القرن 3هـ/9م اكتشف مؤخرا في القاهرة، يتم فيه وصف ربع مقنطرة بإثبات أن ربع المقنطرة ليست اختراعا أوروبيا متأخرا كما كان يُعتقد. فقد تم تطوير ربعيات الجيب في بغداد في القرن 3هـ /9م استعملوا أصلا في تحديد الوقت ثم في حل المسائل المعقدة كتحديد اتجاه القبلة. هناك غموض يكتنف اختراع ربع المقنطرة : فالفكرة بسيطة ، يتم استعمال نصف نقوش الإسطرلاب و تعويض العنكبوت بخيط مثبت في المركز ومزود بلؤلؤة متحركة. بمكنها أن تؤدي العديد من مهام الإسطرلاب ومنها حساب الوقت لتحديد مواقيت الصلاة و هو أمر في غاية الأهمية بالنسبة للمؤذن. في حوالي القرن 10هـ/16م حلت ربع المقنطرة محل الإسطرلاب في العديد من المناطق من بلاد الإسلام ما عدا إيران و الهند. تعود معظم الربعيات التي مازالت موجودة إلى العصر العثماني إلا أنه لدينا أيضا بعض النماذج من العصر المملوكي من القرن 8هـ/16م. عن ديفيد أ.كينج. "Some remarks on islamic astronomical instruments" Scientiarum historia 18, 1992.
|
||||
|
|